· تفاعل مع مبادرة الأمم المتحدة ” الإنذار المبكر للجميع في 2027″ ودعوت لمزيد تفعيل دول الإعلاميين المختصين في البيئة والمتغيرات المناخية
بغداد . كمال بن يونس
انعقدت في قاعة مؤتمرات فندق موفمبيك في العاصمة العراقية بغداد جلستا اليوم الأول للورشات المختصة التمهيدية لمؤتمر الاعلام العربي في دورته الرابعة.
خصصت الجلسة الأولى لتقديم 6 محاضرات عن مبادرة الأمم المتحدة لعام 2022 للوقاية من الكوارث الطبيعة والمتغيرات المناخية المعروفة بمبادرة ” الإنذار المبكر للجميع EWA ALL ” ، التي تهدف لتعميم التنسيق الاممي والدولي في هذا المجال في حدود عام 2027.
· وتداول على تقديم الورقات العلمية خلال الجلسة العامة الأولى التي تواصلت زهاء ثلاثة ساعات :
– 1. الدكتور مصطفى مهدي عن الاتحاد الدولي للاتصالات، وقد قدم مدخلا عاما عن مبادرات الإنذارات المبكرة للجميع (EW4All)والاهداف المقرر تحقيقها عام 2027 .
– 2.المهندس باسل الزعبي ، المدير في اتحاد اذاعات الدول العربية ، الذي قدم عرضا مفصلا عن استعدادات الهيئات الاذاعية في نشر الإنذارات المبكرة ومساهمات مؤسسات اتحاد اذاعات الدول العربية بالتنسيق مع شركائه في اتحادات الإذاعات الإقليمية والدولية الأخرى .
-3. الأستاذ ايمان بروتوسينوIman Broteseno مدير عام تلفزيون جمهورية اندونيسيا ، الذي قدم عرضا للمعطيات الجيولوجية والجغرافية المميزة في شرق اسيا عموما وفي جزر اندونيسا ، وعن تجارب الوقاية من الزلازل والكوارث الطبيعية فيها و مخططات توسيع برامج الإنذار المبكر والحملات التوعية والاعلام ونشر الاخبار بمئات اللغات عبر نحو 400 لغة مستخدمة في المنطقة .
– 4. الإعلامي ليندساي كورنل Lindsay Cornel من شبكة الاعلام البريطانية بي بي سي ، وقد قدم مداخلة عن بعد عن تجارب مؤسسات بي بي سي الاذاعية والتلفزية والالكترونية والاجتماعية في نشر الخبر والوعي بالمخاطر عبر تعميم الاخبار بما فيها تلك التي لديها علاقة بالمتغيرات المناخية و الكوارث الطبيعية .
– 5. الخبيرة العراقية في حماية البيئة والمتغيرات المناخية وممثلة وزارة البيئة العراقية الدكتورة وسن فائق جميل صالح .التي قدمت ” تجربة عراقية ” في الوقاية من الكوارث الطبيعية والمتغيرات المناخية واثارها الخطيرة وبينها انهيار السدود ونشوب الحرائق الواسعة في المؤسسات التصنيعية لمواد سريعة الالتهاب وفي المناطق السكنية والزراعية” الهشة “.
.6 المهندس شاراد شادو Sharad Sadhu من الهند ، الذي قدم مداخلة عن بعد عن ” انظمة الإنذار المبكربالنسبة للشركات المصنعة “.
ورقات علمية وعروض الكترونية
وتميزت الورقات المقدمة ، التي قدمت عبر عروض الكترونية مدعومة بخرائط واحصائيات واستبيانات و عينات من دراسات مقارنة بمحاولة التوفيق بين صبغتها الاكاديمية والتقنية من جهة ورسالة والاقتراب من جمهور المتابعين والرأي العام لوسائل الاعلام الحديثة و مؤسسات الاتصال الدولية وبرامج الأمم المتحدة التنموية من جهة ثانية .
وحاول المشاركون والمشاركات في تقديم الأبحاث والورقات التوفيق بين بين مشاغل علماء المناخ والفلك والبيئة و أولويات وسائل الاعلام والمؤسسات الاتصالية المعنية بالإنذار المبكر عن الكوارث الطبيعية والمتغيرات البيئية .
في هذا السياق قدمت الورقات بصيغ مختلفة مبادرة الأمانة العامة للأمم المتحدة الهدف بالنسبة للامانة العامة للأمم المتحدة
والتي اطلقت في 2022 تحت شعار” انذار مبكر للجميع في 2027 “.
وأعلن ممثل الاتحاد الدولي للاتصالات في المؤتمر الدكتور مصطفى مهدي خلال محاضرته الأولى ، التي كانت بمثابة الورقة العلمية المرجعية للملتقى ، أن الاتحاد يتحرك على عدة جبهات لتحقيق الخطة الأممية بالتعاون مع كل الأطراف الإعلامية والسياسية والإدارية المعنية بالانذار المبكر والتوعية للشعوب من المخاطر المناخية والكوارث الطبيعية .
وكشف مصطفى مهدي ان هياكل الأمم المتحدة قطعت خطوات عملية في اتجاه خدمة خطته الإعلامية الوقائية والبيئية ، بما في ذلك عبر اعتماد تجارب جهوية وإقليمية مع عدد من الدول .
وأورد أن المنظمة الأممية اختارت 4 دول أعضاء في جامعة الدول العربية للاستفادة من المبادرة التي اطلقتها في العراق بالتنسيق مع المؤسسات المختصة في مجالات الكوارث والانذار، وهي السودان وجيبوتي الصومال وجزر القمر .
وأعلن ممثل المنظمة الأممية أن القائمين على هذه المبادرة وغيرها من مسارات ” الإنذار المبكر ” يطمحون ل”مزيد الاستخدام متعدد المجالات ” لوسائل الاعلام المتنوعة لتوعية الجمهور الواسع بتحديات المتغيرات البيئية والمناخية والكوارث الطبيعية .
وأوردت الورقة العلمية لمصطفى مهدي أن “الاعلام من بين الشركاء الرئيسيين في انجاز هذه المهمة” لان القنوات الاتصالية هي أداة إيصال المعلومات والومضات التوعوية للشعوب ، خاصة بعد أن تبين أن نحو83 بالمائة يمتلكون الهاتف الجوال . كما ارتفعت نسبة مستخدمي الانترنيت الى حوالي 70 بالمائة .
لكن الورقة سجلت أن 4 دول فقط في المنطقة العربية تمتلك نظم انذار مبكر وهي الامارات والسلطنة والسعودية وقطر ، وأن بعض الدول لديها نظام انذار مبكر لكن الإذاعات والقنوات التلفزية ليست طرفا فيه ، خلافا لما تحقق في 3 دول عربية هي الكويت و سلطنة عمان وقطر.
كما كشفت أن الأمم المتحدة لديها ” خطة عمل مع بقية المؤسسات الأممية الإنسانية والاعلامية الدولية العمومية والمستقلة بينها الصليب الأحمر الدولي و”الميديا”.
وأوصى ممثل الأمم المتحدة ب”تحيين أولويات النظام المبكر بالنسبة للإذاعات والتلفزات والمؤسسات الاعلامية وشركائها لضمان مشاركة فاعلة للميديا والرأي العام و عموم المواطنين من مختلف الاعمار والفئات والاوساط “.
وجاء في الورقة العلمية التمهيدية للمؤتمر أن ” الأمم المتحدة تتابع عن كثب مستجدات الأوضاع في الدول التي تتعرض لكوارث طبيعية ومناخية ، حسب احتياجات كل دولة “.
وأوصت الورقة بدعم ” المانحين ” لصندق يخدم خطة ” الإنذار المبكر للجميع في 2027 وتحديد الفجوات فيما يتعلق معرفة المخاطر ومجالات الاستجابة للكوارث .
كما أعلنت عن “خارطة طريق لثلاثة حتى خمسة أعوام حتى يكتمل التنسيق بين الدول العربية ووسائل الاعلام والمؤسسات المعنية بالانذار المبكر بالمخاطر المناخية والبيئية ” .
ودعت الى ” مساعدة الدول العربية للتوقيع على الاتفاقية لتطوير القدرات وتنفيذ “المبادرة الأممية ” واطلاق 34 ورشة واطلاق اليات وطنية للتنسيق حتى يقوم كل شريك بدوره.
علما أن 13 دولة عربية وقع اختيارها لتكون منطلقا لتكريس هذه الالية للإنذار المبكر، فيما تكشف اخر التقارير أن 45 دولة فقط في العالم اجمع لديها حاليا “نظام متقدم لمتابعة الإنذار المبكر”.
الاستفادة من منظومة G5
في سياق متصل أكدت مداخلة المهندس باسل الزعبي ممثل اتحاد اذاعات الدول العربية أن “الكوارث الطبيعية في ازدياد” وأنه رغم أهمية الإنذار المبكر ومساهمته في تخفيض الاضرار البشرية والمادية بنسبة لا تقل عن ثلاثين بالمائة ، فإن اكثر من نصف الدول العربية ليس لديها أنظمة للإنذار المبكر”.
وسجلت ورقة المهندس باسل الزعبي أن الاتحادات العالمية للاتصالات والاذاعات تساهم في التواصل مع الرأي العام الشعبي لأن الإذاعة تغطي في معظم دول العالم اكثر من 90 بالمائة من الجمهور.
كما نوهت بكون “الإذاعة ليست مرتبطة بتوفر الكهرباء والانترنيت ” مما يسمح للراديو أن ينقل في كل الظروف تقريبا رسائل إخبارية مباشرة ، بما في ذلك ما هم نوعية المخاطر وموقعها وسبل التنقل الى الأماكن الأمنة وطرق حماية الفرد والمجتمع ، بما يكرس ” الدور المركزي” للإذاعة والاعلام الذي تأكد أنه ” يؤثر في مراحل الوقاية قبل وقوع الكارثة وعند التدخل أثناء الحدث وبعده .
و ماهو دور شبكة الاعلام العراقي ومؤسسات اتحاد الإذاعات العربية والدول الأعضاء فيه في دعم جهود ” الإنذار المبكر”؟ وهل يمكن ان تكون منصة للتدخل المبكر في مراحل الوقاية والإنقاذ والمتابعة والحملات الوطنية في التوعية؟
ورقة المهندس باسل الزعبي تبدو متفائلة بسيناريو التغيير وتدارك الثغرات ، لكنها أكدت على ” الحاجة الى منظومة إذاعية وتلفزية واحدة و الى الاستفادة من منظومة G5
مع استخدام عقلاني وايجابي للذكاء الاصطناعي”.
تجارب اندونيسيا
وماذا عن تجارب وسائل الاعلام والاتصال في الدول والاقاليم الأكثر تضررا من الكوارث الطبيعية مثل اندونيسيا وبلدان شرق اسيا ؟
الجواب قدمته مداخلة محاضرة المدير العام لإذاعة اندونيسيا الدكتور ايمان .. عن تجربة اندونيسيا في التعامل مع أنظمة الإنذار المبكر ، وهي التي سقط فيها حوالي مائتي
الف قتيل في زلزال 2004 .
وسجل المحاضر التعقيدات التي تشكو منها مناطق عديدة في العالم بسبب التعقيدات الجيولوجية والبيئية والمتغيرات المناخية ، خاصة في بلد مثل اندونيسيا فيه أكثر من 700 الف جزيرة و 400 قناة إذاعية وتلفزية .
لذلك اعتبر ان وسائل الاعلام وخاصة منها الاذاعية يمكن ان تساهم في التوعية ونشر الاخبار الصحيحة وتثقيف مئات ملايين المواطنين والسكان وتنظيم تحركاتهم في حالة توقع كوارث طبيعية ومناخية مثل الزلازل التي تتسبب بدورها في أزمات متعقدة يمكن ان تفرز خللا في التوازنات الطبيعية والمجتمعية .
واعتبر المحاضر ان من بين نقاط القوة في تجربة اندونيسا ان وزارة الاعلام تتابع المتغيرات والمعلومات وتعرض مؤشرات الازمات الطبيعية والكوارث والمؤشرات التي حصلت عليها مؤسسات رصد الزلازل والكوارث الطبيعية . بعد ذلك تتابعها مع السلطات الحكومية وخاصة منها تلك التي تشرف على قطاع الاعلام والاتصال ( وزارة الاعلام ) التي توفرها لبقية مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام
ونوه الخبير الاندونيسي يتجارب التعاون الاعلام بين وسائل الاتصال ومؤسسات الاخبار الاندونيسية ونظيرتها الاسوية وخاصة منها اليابانية .ودعا الى تعاون إقليمي مماثل في مناطق العالم المختلفة .
المهنية والنزاهة
وأوصى الخبير البريطاني والإعلامي في بي بي سي ليندساي كورنل Lindsay Cornel وعدد من المتدخلين العراقيين والعرب الذين شاركوا في النقاش العام بمزيد تطوير التنسيق بين مؤسسات الاعلام والاخبار المختصة في المتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية .
كما دعو الى احترام شروط التوازن والدقة والنزاهة واخلاقيات المهنة عند تغطية القضايا البيئية والمتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية .
ودعوا الى مزيد المتابعة والتفاعل مع المستجدات بالنسبة لجمهور المتابعين للبرامج الاذاعية والتلفزية والرقمية مع الاستفادة مع الفرص التي وفرتها التقنيات والشبكات الجديدة للاتصال ، بما فيها الشبكات الاجتماعية التي تعتمد صيغ التواصل والارساليات الإخبارية النصية والمصورة القصيرة التي تبين انها أصبحت واسعة الانتشار ، وأصبحت مؤثرة جدا في كل البلدان ولدى كبرى مؤسسات الاعلام الدولية .
لكن وقع التأكيد على واجب احترام ثوابت المؤسسات الإعلامية ذات المصداقية دوليا بفضل خطها التحريري
وميثاقها الأخلاقي الداخلي وتوفيقها بين قداسة نشر الخبر وواجب احترام الخطوط الحمراء وبينها تجنب نشر اخبار غير صحيحة او توظيف الازمات المناخية والطبيعية في معارك هامشية .
تجارب العراق الإعلامية خلال الازمات المناخية والكوارث
وكان من بين محاور الاهتمام في ورشات اليوم الأول من المؤتمر الإعلامي العربي تقييم تجارب العراق الإعلامية والبيئية وفي مجال مكافحة الكوارث الطبيعية او تلك التي تنعكس على البيئة والمناخ مثل الحرائق وانهيار السدود .
وفي هذا السياق تابع المؤتمرون عرضا علميا منهجيا مطولا وشاكل قدمته الخبيرة العراقية في حماية البيئة والمتغيرات المناخية الدكتورة وسن فائق جميل صالح.
ونوهت الخبيرة العراقية وعدد من المشاركين في النقاش العام أن المبادرة الأممية اطلقت في 2022 بهدف تعميم تجارب الإنذار المبكر للتغيرات المناخية بحلول 2027
وأوضح المشاركون في هذه الورشات أن من بين اهداف المبادرة الأممية “حماية الجميع خاصة في البلدان النامية من المتغيرات المناخية والمخاطر البيئية واعداد الانسان والمجتمعات للتكيف مع اثارها والتحكم في الخسائر البشرية والمادية التي تتسبب فيها ودعم التعاون الدولي في مجال الاعلام والانذار المبكر ” . واستنتجوا ان تحقيق هذه الأهداف يستوجب سياسات إعلامية مناخية جديدة ومزيد الرهان على تدريب الإعلاميين والمختصين في البيئة ليقوموا بدور اكبر في التوعية ونشر الثقافة البيئية وسلوكيات البناء.
و قدمت الخبيرة العراقية الدكتورة وسن فائق جميل صالح التجارب المميزة بالعراق في مجال البيئة والاعلام البيئة وأوردت ان الدراسات والتقارير الاممية والجامعية تؤكد أن العراق “هو خامس اكثر دولة عالميا متأثرة بالعوامل المناخية “.ودعت الى حسن توظيف السياسات الإعلامية المناخية القادمة بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية بالمخاطر من حرائق وكوارث وسناريوهات انهيار السدود او حدوث كوارث طبيعية .
في نفس الوقت دعا الخبير الهندي شراد شادو Sharad Sadhu عبر مداخلة عن بعد الى تطوير الشراكات بين القائمين على قطاعات البيئة والاعلام وتحسين مردودية المؤسسات الإعلامية والإدارية المشرفة على الوقاية من الكوارث الطبيعية والمتغيرات المناخية .