أعلنت جائزة سلطان بن على العويس الثقافية عن أسماء الفائزين بالجائزة فى دورتها التاسعة عشرة، حيث فاز كل من المفكر التونسى عبد الجليل التميمى بجائزة الدراسات الإنسانية المستقبلية والشاعر العراقى حميد سعيد بجائزة الشعر، والروائية العراقية إنعام كجه جى بجائزة القصة والرواية والمسرحية والناقد المغربي حميد لحمداني بجائزة الدراسات الأدبية والنقد.
وقال عبد الحميد أحمد، الأمين العام لمؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية، فى تصريحات صحفية، إن لجنة تحكيم الجائزة قررت فوز هذه المجموعة من الأدباء والمفكرين العرب وذلك لتميزهم كل فى مجاله، ولأعمالهم التى أسهمت فى تطور الأدب والثقافة فى العالم العربي.
كما قرّرت اللجنة منح جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية للباحث عبد الجليل التميمي، وهو أحد أبرز المؤرخين العرب المعاصرين، وتمثل أعماله البحث التاريخى كما جرى تطويره فى الفكر المعاصر، إضافة إلى تنوع مجال اهتمامه التاريخي، حيث انصبت أعماله على دراسة تاريخ الموريسكيين فى الأندلس، وتاريخ الولايات العربية فى العهد العثماني، وتاريخ تونس المعاصر، وتعد أعماله نموذجًا للتوثيق التاريخى المستند إلى القواعد الجديدة فى الكتابة التاريخية.
وأيضا قررت اللجنة منح جائزة القصة والرواية والمسرحية للروائية إنعام كجه جي، لما تميزت به كتابتها الأدبية من قدرة على المزج بين الجانبين التوثيقى والأدبـي، فقد برزت فى أعمالها موضوعات الهوية، والمنفى، والاغتراب، والتشظى النفسي، والحنين الذى يعيد اكتشاف الماضى ويطرحه برؤية نقدية جديدة، وهو ما عبّرت عنه شخصيات عاشت على أطراف التاريخ ولم تجد من يروى حكاياتها، ومنها نساء واقعات فى قلب الحياة، يحضرن فى منجزها الأدبى بقوتهن، وضعفهن، ونجاحاتهن، وانكساراتهن، وبكل ما يلقين من تناقضات وتحديات.
وفى حقل الدراسات الأدبية والنقد قرّرت اللّجنة منح الجائزة للنّاقد حميد لحمداني، لما يتمتع به منجزه النّقدى من أصالة منهجيّة، وتراكم معرفي، واستمراريّة نقديّة لمشروع ضخم ومتراكم، بدأ تقريبًا فى سبعينيّات القرن العشرين، ولا يزال مستمرًّا فى تحقيق التّثاقف المعرفي بين النقد العربي والغربي، حيث تنفتح تجربته على المنجز الغربى بوعى يتمثّل معطياته، ويعيد إنتاجه فى سياق معرفى جديد، من خلال تقديم المنهج ومراجعته ونقده، والاشتغال على النقد التطبيقي.
وهنأ الأمين العام عبد الحميد أحمد، الفائزين بالجائزة متمنياً لهم استمرار العطاء والإبداع قائلا، إن لجنة تحكيم الجائزة قررت فوز هذه المجموعة المتميزة من الأدباء والمفكرين العرب وذلك لتميزهم كل فى مجاله، ولأعمالهم التى ساهمت فى تطور الأدب والثقافة فى العالم العربي.
واختتم الأمين العام تصريحه قائلاً: إن جائزة الإنجاز الثقافى والعلمى سيجرى الإعلان عنها لاحقاً لكونها تُمنح بقرار من مجلس أمناء الجائزة، ولا تخضع لمعايير التحكيم أسوة بالجوائز فى الحقول الأخرى.
وكان قد بلغ عدد المرشحين فى كل الحقول 1940 مرشحاً، حيث تقدم لجائزة الشعر 258 مرشحًا، وفى القصة والرواية والمسرحية 566 مرشحًا، أما فى الدراسات الأدبية والنقد فقد تقدم لنيلها 318 مرشحًا، والدراسات الإنسانية والمستقبلية 505 مرشحاً، وفى الإنجاز الثقافى العلمى 293 مرشحًا.
وبلغ عدد الفائزين منذ انطلاق الجائزة حتى اليوم 105 فائزين، وحكم فى كل حقولها أكثر من 290 محكمًا واستشاريًا من مختلف المشارب الثقافية.
يذكر أن مؤسسة سلطان بن على العويس تحتفل هذه السنة بمرور 100 عام على ولادة الشاعر سلطان العويس (1925ـ 2025)، حيث أقرت منظمة اليونسكو عام 2025 عاماً للاحتفال بمئويته، وقد أعدت المؤسسة برنامجاً ثقافياً حافلاً طيلة السنة، وبهذه المناسبة قرر مجلس أمناء المؤسسة رفع قيمة الجائزة إلى 150 ألف دولار بدلاً من 120 ألف دولار لكل حقل.