-ليس هناك بطولة في العالم تعادل بطولة أهل غزة ومن يشككون في المقاومة يحاولون التغطية على جبنهم ..
لم نطلب تحرك الجيوش العربية و لكن نطلب وقف التطبيع ودعم صمود الفلسطينيين
-90 ألف طن من المتفجرات استهدفت غزة بما يوازي 45 ألف كلغ من المتفجرات لكل مواطن
تونس اسيا العتروس
“عشرة بالمائة من الشعب الفلسطيني تم ابادته وهذا رقم يتجاوز عدد الذين قتلوا في أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية ” ..الكلام للمناضل الفلسطيني مصطفى البرغوثي خلال زيارته الى تونس نهاية الاسبوع الماضي وقد اعتبرأنه ليس هناك بطولة تعادل بطولة أهل غزة الذين يتم ترحيلهم ستة عشرة مرة وفي كل مرة يفقدون المزيد من القليل الذي بقي لهم .وشدد على أنه ليس هناك أصعب على أم الشهيد في غزة من أن يكون أقصى ما تطلبه قبر لابنها الشهيد حتى تبكيه.و لاحظ ان ما يجري في غزة معسكرا اعتقال تتجاوز معسكرات النازيين و اعتبر أن جبن المجتمع الاوروبي الذي سمح للنازيين بارتكاب جرائمهم يسمح اليوم للصهاينة بتكرار الابادة في غزة و شدد على أن حكاية الطفلة هند رجب التي استهدفها الاحتلال مع عائلتها في السيارة لا تختلف عن قصة الطفة ان فرانك اليهودية ..ودعا البرغوثي الى ايقاف التطبيع مع الاحتلال و كسر الحصار على غزة .
وقال البرغوثي أن غزة كشفت عورة النظام الدولي و انه لم يعد هناك وجود للقانون الدولي أو القانون الانساني ,وأنه لولا الضعب العربي و الصمت الدولي لما تجرأت اسرائيل على هذا التوحش .وعن التضامن العربي قال البرغوثي “لا نريد الاساءة لاحد و كل الشعوب العربية معنا و لكن على الدول ان تنتبه الى أن ما يحدث هجوم عليها أيضا , و استطرد البرغوثي أنه لا أحد طلب تدخل الجيوش العربية و لكن كان بامكان 57 دولة عربية و اسلامية أن تكسر الحصارعلى غزة و ترسل وفدا يتضامن مع أهل القطاع و ادخال المساعدات التي يتم اتلافها في المعابر في حين يموت الاطفال جوعا ويتعرض المصابون لعمليات جراحية دون تبنيج .
-اتهام المقاومة مردود على أصحابه
عن اليوم التالي للحرب في غزة و تغيير الواقع يشدد مصطفى البرغوثي على تفاؤله رغم الثمن الباهظ للعدوان و يقوا ان الاهم أن يبقى الفلسطينيون صامدون في فلسطين وان يسقطوا مخططات التهجير و دعا شعوب العالم الى دعم الصمود الفلسطيني بكل الطرق المتاحة بالمال والتضامن و التحركات و الملاحقات القضائية لمجرمي الحرب و قال ان نهاية المعركة لا تقاس بعدد الدبابات و الطائرات و أن بقاء الفلسطينيين على الارض سيفشل محاولات التهجير القسري التي يريدها ترامب ,عن الاتهامات الموجهة للمقاومة يقول البرغوثي انه نفس الهجوم والاتهامات التي لاحقت الزعيم عرفات الذي اتهم بالارهاب ثم منح جائزة نوبل ثم حوصر و تم تسميمه في المقاطعة .و اضاف البرغوثي يخوض الفلسطينيون نضالا منذ مائة عام من اجل الحرية و الكرامة وعودة الاجئين بدا النضال منذ ثورة البراق الى اليوم والاتهامات الموجهة للمقاومة مردودة على أصحابها و السابع من اكتوبرلم يكن سببا في الابادة بل نتيجة لعقود من الاحتلال ومن يتهمون المقاومة يحاولون تبرير جبنهم عن القيام بواجبهم وقال نحن لا ننتصر بالضربة القاضية و لكن ننتصر بالنقاط ونحتاج طول نفس .كما شدد على أهمية استمرار المعركة القانونية بعد اصدار الجنائية الدولية لاول مرة بطاقات جلب ضد ناتنياهو وأن جنود الاحتلال باتوا يلاحقون حيثما ذهبوا و يخشون الايقاف ..
وقال البرغوثي “أن الوضع الراهن في غزة وفي مختلف أنحاء فلسطين المحتلة بأنه الاخطر على الوجود الفلسطيني منذ 1948 وقال ان الحركة الصهيونية كشفت أوراقها كاملة وأنها حركة استعمارية احلالية و ان ما يقام في غزة معسكرات اعتقال تسعى لتكرار ما جرى للسكان الاصليين في أمريكا ولشعوب كثيرة في أمريكا الاتينية .وخلال تواجده في تونس قال المناضل الفلسطيني صاحب المبادرة الوطنية الفلسطينية للرأي اليوم أن ناتنياهو يتقمص دورالضحية و يواصل خداع العالم و لكن التعتيم اليوم على ما يجري في فلسطين بات مستحيلا .
واعتبر البرغوثي أن الصهيونية تواجه أزمة عميقة حيث بات المجتمع الدولي يتسائل عما يحرك السلوك الصهيوني بعد أن فشل في تحقيق أهدافه ,و شدد على أن ما يقوم به ناتنياهو اليوم هو مواصلة الاستيلاء على الارض بقوة لانهم لا يستطيعون النجاح في مشروعهم دون تهجير كامل للسكان الاصليين وكشف البرغوثي أنه في ال48 هجروا 48 بالمائة من السكان و دمروا خمس مائة قرية فلسطينية مستحضرا ما تضمنه كتاب ناتنياهو مكان تحت الشمس من أن فلسطين يجب ان تكون أرضا لليهود فقط وأنه بالتالي لا يمكن وصف ما يجري في الضفة وغزة الا بعملية تطهيرعرقي .واعتبر البرغوثي أن أمريكا لا يمكن ان تكون وسيطا نزيها وأنه منذ اتفاق أوسلو اتضحت كل الحقائق واعتبر أن الدعم العسكري والسياسي ليس خاصا بادارة ترامب وأن بايدن منح كيان الاحتلال 40 مليار دولار من المتفجرات وأقام أكبر جسر جوي للمتفجرات و قال “ان هناك تحول خطير نحو الفاشية لا على مستوى حكومة الاحتلال بل على مستوى المجتمع الاسرائيلي أيضا و أن ما هو قائم يعد أسوا نظام أبرتاييد في تاريخ البشرية وأن ما يجري يعكس رغبة في ازالة كل ما هو فلسطيني .
وخلص البرغوثي الى أن جريمة التطهير العرقي قائمة في غزة وهي تتمدد في الضفة .وشدد على أن لا حصيلة نهائية في حرب الابادة في غزة حيث تشير لغة الارقام الى اكثر من 60الف قتيلا من مختلف الاجيال وأكثر من 120ألف جريحا فيما لا يزال اكثر من عشرة الاف من الضحايا مفقودون تحت الانقاض وأن 18 الف طفل فلسطيني قتلوا في هذه المجزرة وأن الاف الجرحى في غزة لا يجدون علاجا ولا مستشفى يأوون اليه بعد تدمير جيش الاحتلال أغلب المؤسسات الاستشفائية مشيرا أن الرقم يتجاوز ما خسرته المانيا في الحرب العالمية الثانية .وأشارالبرغوثي الى أن 90 ألف طن من المتفجرات استهدفت غزة بما يوازي 45 ألف كلغ من المتفجرات لكل مواطن في غزة طفلا أو رجلا أو امرأة وهو أكثر من أربعة أضعاف ما اسقط على مدينتي هيروشيما وناكازاكي علما وأن مساحة غزة أقل بكثير.
وعن شروط ناتنياهو لانهاء العدوان قال البرغوثي أن شروط ناتنياهو تسليم سلاح المقاومة من غزة لن تضع حدا لجرائم الاحتلال مشيرا الى أن أمام الفلسطينيين عدو يمتلك كل انواع السلاح و لديه 200 رأس نووية و يملكون في كل ذلك حق الدفاع عن النفس فيما يحرم ذلك على الشعب الفلسطيني و تسائل البرغوثي قائلا هل يقبل العالم التعاطي مع الفلسطينيين كشعب متساو في الحرية و الانسانية مع بقية شعوب العالم هناك 685 جثمان لشهداء فلسطينيين بينهم أطفال لم يتم تسليمهم .وحذر البرغوثي من الحرب المنسية في الضفة حيث يتم تدمير محيمات جنين و طولكرم وتهجير أصاحبه ووضع الاقفال على كل المدن التي تحولت الى سجون فيما تستمرالاقتحامات في القدس وفي الاقصى يقودها سموتريتش لاقامة الصلاة التلمودية وبات بن غفير يفاخر بأنه في عهده يمكن الصلاة داخل الاقصى .وأشارالى أن جنود الاحتلال يضعون على أكتافهم خارطة اسرائيل الكبرى حتى نهر الفرات وشمال السعودية.
وكشف انه وقعت 17 ألف عملية اعتقال في الضفة منذ السابع من اكتوبر و أنه لا احد يعرف عدد الاسرى من غزة و ان هناك 1500 تحت الانقاض و أن 68 استشهدوا تحت التعذيب .
عن الافق النضالي يقول مصطفى البرغوثي أن النضال لن ينجح الا باسقاط منظومة الاستعمار الاحتلالي مشيرا الى أن الفلسطينيين يواجهون حركة صهيونية ممتدة في كل العالم وخلص الى ان هناك طاقات فلسطينية رهيبة مازال بامكانها ان تقود المشهد و تواصل النضال و اعرب عن أمله ان تؤول المفاوضات الى انهاء الابادة و الافراج عن القيادات التاريخية و بينها مروان البرغوثي و احمد سعدات ,اما عن دعوة السلطة الفلسطينية الى انعقاد المجلس الوطني وانتخاب نائب للرئيس يقول البرغوثي انه لا يحبذ الخوض في المسائل الداخلية خارج فلسطين و لكنه يعتبر أن هذه الدعوة تأخرت وأنه سبق و دعا قبل عشرة اشهر الى اجتماع المجلس للنظر في الرد على الابادة في غزة معتبرا ان هذا الاجتماع سيعمق الازمة و لن يحلها و انه طالب بالعودة الى اتفاق بيكين الذي يمكن ان يكون الحل لتحقيق الوحدة و انهاء الانقسام مشددا على أن المبادرة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير و ان الهدف اصلاح و تعزيز المنظمة على الا تكون هيكلا تابعا للسلطة ..يذكرأن رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية حل قبل أيام على تونس ضيفا على حزب التكتل بمناسبة انعقاد مؤتمره الرابع تحت شعار مواطنون أحرار لا رعايا “..
صحفية و كاتبة تونسية